قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
لقاءات في دور القوات المسلحة والحرس الوطني
23484 مشاهدة
الوصية بأركان الإسلام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
من باب النصيحة التي تجب على المسلمين من بعضهم لبعض، وعملًا بما روى جرير البجلي رضي الله عنه قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم. نقول: إن من النصيحة أن تؤدي كل ما تحبه لإخوانك المسلمين، فتحذرهم عما تعلمه من الشرور، وتدعوهم إلى ما تعلمه من الخير، وذلك يعم كل من عنده قدرة وعنده تمكن، وليس خاصًا بعالم دون عالم، ولا بصغير دون كبير.
والواجب أن كلًا منا يؤدي ما لديه من النصيحة، وأن الناس الذين يسمعونها يتأثرون ويقبلونها فيقولون: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ كما أمرهم الله تعالى بذلك، ولا يقولون كما قال اليهود الذين قالوا: سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ .
وإذا كان كذلك فإن من النصيحة أن نوصيكم بكل ما أمر الله تعالى به من الخير، فأهم ذلك أركان الإسلام التي ينبني عليها ، لا يصير الإنسان مسلمًا حقًا إلا إذا أتى بهذه الأركان التي بني عليها الإسلام، قال النبي صلى الله عليه وسلم: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله -هذا الركن الأساسي- وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام هذه هي أركان الإسلام، أخبر بأنه بني عليها.
فالشهادتان يعتبران الأساس والبناء، لا يمكن قيام البناء إلا على أساس، فلا يمكن أن الإنسان يبني في الهواء، لا بد إذا أراد أن يبني أن يكون له قرار، أن يؤمن مثلًا قطعة يبني عليها فتكون هي الأساس، ولا بد أيضًا من ظل وهو السقف، فالشهادتان هما الغطاء والظل، عليهما أوبهما يتم البناء، وبقية الأركان بمنزلة الأركان الأربعة المتقابلة، إذًا انهدم هذا الجانب ما صلح للسكنى حيث تدخله الوحوش وتدخله الهوام وتدخله اللصوص والسراق ونحو ذلك، وكذا إذا انهدم الجانب الثاني، فلا يكون بناءًا محكمًا إلا إذا تم أساسه وتم سقفه وتمت أركانه الأربعة وزواياه المتقابلة.